القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

احدث المواضيع

دراسة علمية تنصح الأم بالقراءة للأطفال

دراسة علمية تنصح الأم بالقراءة للأطفال
 

 ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
 الطفل صفحة بيضاء يكتب عليها المربي ما يشاء.. هذا المعنى تؤكده الباحثة منى صبحي في دراسة علمية أوضحت فيها أن تنمية الجانب المعرفي وإثراء مهارة القراءة، بما تتضمن من القدرة على فهم معاني الكلمات ومعاني الجمل، والربط بين تسلسل الأحداث، مع القدرة على التركيز والتذكر والاستيعاب والنقد، وعلى إعادة التعبير عما تمت قراءته وقابليته للتذوق الأدبي.. هي من أولويات العمل التربوي للمعنيين بثقافة الطفل عامةً، ومن أولويات أمه بصفة خاصة، بحكم التصاقها الشديد بالطفل وبحكم مسئوليتها عن تربيته أمام الله عز وجل ثم أمام المجتمع.
وإذا كان الوعي بأهمية القراءة وانتقاء الأم لطفلها كتبًا تساعده على النضج النفسي والفكري في مراحله العمرية المختلفة مطلوبًا وضروريًّا فإنه بات اليوم أكثر أهميةً أمام هجمة الفكر الوافد والثقافة ذات التوجه الواحد ثقافة الاستعلاء والهيمنة، أو ما يُعرف بالعولمة، والتي فرضت مصطلحاتٍ وقيمًا تنافي قيِمَنا، وتستهدف هويتنا، أمام وابلٍ من القصص ذات الطابع البوليسي، أو تلك القصص التي تغرق أحداثُها في خيالية مجنحة أو رومانسية هادمة أو قصص سطحية تافهة، وكلها قصص فارغة تهدم أكثر مما تبني، ولا يجني الطفل من ورائها إلا اضطرابَ المشاعر واهتزازَ القيم وركاكةَ اللغة.
وإذا سلمنا بدور الأم الواعية التي تهفو إلى تربية جيل مسلم، قوي بعلمه، متين في خلقه، موفق لأداء عمله كما يجب.. فإن هذا الوعيَ لا يأتي عفوًا، ولا يخبط عشوائيًّا؛ إذ يجب على المؤسسات المعنية بتنشئة الفرد أن تتساند لتوصيل هذه الأم إلى الخطوات الصحيحة التي يجب أن تسلكها حتى تمدَّ يدَها إلى الكتاب لتقرأ، وتتهادى القصص لأولاد معارفها الصغار وتصطحبهم إلى المكتبة وإلى المعرض السنوي للكتاب؛ لأنها تعلمت أن ثقافة الفكر فريضةٌ، وأن أهم وسائلها الكتب والقراءة الواعية، ومن هنا يجب أن تتحقق في الأم ثلاثة مستويات قرائية:
1- أن تقرأ كتب الأطفال.
2- أن تقرأ للطفل.
3- أن تقرأ مع الطفل.
في المستوى الأول يكون دورُ الأم محدودًا في التعرف على كتب الأطفال وقراءتها وتصنيفها، وهذا الدور الانتقائي يحتاج إلى جملةِ مهاراتٍ عاليةٍ، من المتابعة إلى الرصد والتحليل والقبول أو الرفض.
وهي تستطيع الحكمَ على كتب الأطفال وفقَ قاعدة ثابتة، وهي أننا نقبل ما لا يتعارض مع ثوابتنا الإسلامية، ونرفض ما يتعارض مع الرؤية الإسلامية والقصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان؛ ذلك لأن أدب الطفل العربي والمسلم هو التعبير الأدبي الجميل المؤثر الصادق في إيحاءاته ودلالاته، والذي يستلهم قيم الإسلام ومبادئه وعقيدته، ويجعل منها أساسًا لبناء كيانِ الطفل عقليًّا ونفسيًّا ووجدانيًّا وسلوكيًّا وبدنيًّا، ويشاهَد في تنمية مداركه وإطلاق مواهبه الفطرية وقدراته المختلفة وفق الأصول التربوية الإسلامية.
أما معايير الكتب الجيدة للطفل، فتتمثل في معيارَين رئيسَيْن، هما:
1- الشكل: ويتمثل في مناسبة الحجم واللون والرسوم والورق وحروف الطباعة.
2- المضمون: وله شرطان هما:
- أن يناسب المضمون مستوى الأطفال ويتفق مع مرحلة النمو التي يوجه إليها.
- أن يصل إلى تحقيق أهدافه طبقًا لمعايير أدب الطفل السليم، بأسلوب يستهوي الأطفال.
وفي حال قبول الكتاب فإن مجال الإفادة منه سيكون مضاعفًا؛ إذ يمكن للأم أن تستخرج منه أفكارًا لمواقف تربوية، تحاول إسقاط المواقف الحياتية للطفل على أحداث قصة ما تقرأها دون إشارةٍ مباشرة للطفل، وهكذا.
الصورة والقيمة
وفي المستوى القِرائي الثاني تستطيع الأم أن تربط بين الصور التي يحتويها الكتاب وبين ما تريد أن تقدمه هي للطفل من قيم سلوكية ما، بأسلوب قصصي جذَّاب تحكمه قاعدةٌ تربويةٌ تقول: إنه لا بد عند اختيار القصة التي نرويها للطفل أن نراعيَ أن تكون القصة مناسبةً لسن الطفل ومناسبةً الطول، خاليةً من التعقيد ومما يضر، ومؤكدةً للقيم المرغوبة، كما يجب عليها مراعاة حال الطفل المزاجية، ومدى تركيزه معها ومع قراءتها التعبيرية، مراعيةً النطق اللغوي الصحيح للكلمات.
وعندما تقرأ الأم مع الطفل فإنه يكتسب خلال هذه اللقاءات الثقافية- التي تربيها الأم بعناية- عدةَ مهارات، مثل: كيفية التعامل مع الكتاب من الناحية الشكلية.. اليد النظيفة، يقلب الورق بصورة متأنية، يُعيد الكتاب إلى مكانه، ويتعلم الطفل أن القصة عالمٌ جميلٌ ويرتبط مع أبطالها بصداقة وألفة، سواءٌ كانوا أشخاصًا أم حيواناتٍ أليفةً، ويتعلم الطفل أن يعبِّر عما يقرأ، ويتبدَّى هذا عندما يكبُر قليلاً ويقصُّ على غيره ما اختزنه في ذاكرته.
كتاب الطفل
وتختلف كتب الاطفال من حيث شكلها الفني، ما بين كتاب معلومات وكتاب مصور وقصة أو مسرحية.. إلخ، كما تتنوع في مضامينها، فهناك المضمون الاجتماعي، العلمي، الديني، وكذلك تتنوع حسب مراحل النمو المختلفة، فهناك: الطفولة المبكرة (3- 5 سنوات)، الطفولة المتوسطة (6- 8 سنوات)، الطفولة المتأخرة (9- 12 سنة).
ففي الشريحة العمرية من (3- 5) سنوات تتراوح كتب الأطفال بين المطبوعات التعليمية والقصصية وسلاسل التلوين والحكايات القصيرة جدًّا، وقد نجحت دُور نشر إسلامية وعربية كثيرة في تقديم سلاسل قصصية وتلوينية قريبة إلى أطفالنا وبيئاتهم، وبعيدة تمامًا عن الشخصيات الكرتونية الغربية، أو التي تشير إلى أحداث فيلم غربي (وتقصد الباحثة بالغربية ما يحمل قيمًا تخالف قيمَنا وثوابتَنا).
أما الشريحة العمرية من (6- 8) سنوات فإن الطفل فيها إذا بدأ القراءة والكتابة ازدادت خبراته بالواقع، فتبدأ فيها الأم بالارتقاء بمستوى الكتاب الذي تقدمه لطفلها وتعرضه عليه تدريجيًّا دون تعسف أو إرهاق أو تحميل عقله فوق إدراكه أو فوق الوسط المثري المحيط به.
وأشارت الباحثة إلى تميز الأدب الموجه إلى مرحلة الطفولة المتأخرة (9- 12سنة) وتنوع هذا الأدب (ديني- ثقافي- تاريخي- علمي) وتعدد دور النشر المنتجة لهذا الأدب.
نقص حاد
لاحظت الدراسة نقصًا حادًّا في الانتباه لمرحلة الطفولة (من الرضاعة وحتى 3 سنوات)، وذكرت أنه لا ينبغي إطلاقًا أن يتم تجاهل هذه المرحلة معرفيًّا، بل على العكس ينبغي أن يُحاط الطفل بمجموعة من البطاقات المصورة المصنوعة من خامات أكثر تحملاً من الورق (مثل القماش، الكرتون) تَعرِض الأم هذه البطاقات على الطفل وتنطق بلغة سلمية مفردات هذه الصور وتسمي الأشياء بمسمياتها (كرة- قطة) وتطلق أصواتًا تناسب هذه الصورة (مثلاً تقول: قطة.. مياو).
وتهيب الباحثة بالمعنيين بثقافة الطفل أن يكثِّفوا جهودَهم نحو الأم في كيفية استثمارها هذه المواد المصورة وعرضها على الطفل وتقويم النطق، ورد الفعل القرائي لدى الطفل وتمهيده لمرحلة رياض الأطفال، وهو أكثر حبًّا وتعلقًا بالكتاب.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع